الثلاثاء، 24 فبراير 2015

فاتورة المحبة



فاتورة المحبة 

كان "هوارد" وهو شاب صغير، يمشي سيرًا على الأقدام ليبيع بعض الملابس في شمال ولاية "بنسيلفانيا" Pennsylvania الأمريكية ليسدد ثمن تعليمه. وكان يسير يومًا وهو خائر القوى من الجوع لا يمتلك إلا 10 من السنتات التى لا تكفي لشراء ما يشبع جوعه الشديد. عندها قرر أن يطلب طعام من أول منزل قريب منه. ولما قرع الباب فتحت له فتاة رقيقة وجميلة. ولما سألته عما يريد خجل أن يطلب منها أن تعطيه طعام فطلب منها كوبًا من الماء البارد. ولكنها لما رأت الجوع والإجهاد يظهران عليه، أحضرت له مع كوب الماء البارد كوبًا كبيرًا من اللبن الساخن الذي سريعا ما ابتدأ يشربه ببطء ليسد جوعه. وعندها سألها عن الثمن الذي يجب عليه أن يدفعه نظير هذا، فأجابته بكل لطف وذوق : أنا تعلمت أن لا أتقاضى أجرا عن عمل طيب أقوم به. فقال لها: «كم أشكرك من أعماق قلبي». وغادر المكان.
مرت أعوام وأعوام وتغيرت الأحوال وأصبح الشاب الفقير "هوارد" هو الدكتور "هوارد كيلي" رئيس قسم أمراض النساء والولادة. وصارت الفتاة الصغيرة شابة كبيرة ..
ومرضت الشابة مرضا عضالا لم يعرف أن يعالجه ولا حتى أن يشخِّصه أي طبيب في بلدتها الصغيرة. وأرسلوها من مستشفى لأخرى، حتى وصلت إلى أعظم المستشفيات لتكون بين يدي أعظم الأطباء والأستشاريين وقتها، الدكتور "هوارد كيلي".
وبينما كان الدكتور "هوارد كيلي" يعالج مرضاه، وما أن شاهد هذة المريضة وقرأ اسم البلدة التي تعيش فيها، دارت في ذهنه سريعا عجلة الزمن وتذكر الماضي وكأنه في حلم جميل قائلا: «آه إنها نفس الفتاة الرائعة الرقيقة التي قدمت لي كوب اللبن وأنا جائع. آه كم تغير شكلها بسبب المرض! كم أنت قاسٍ أيها المرض الشرس».
ورغم أنه لم يقل لها شيئا لكنه اعتنى بها عناية خاصة وأوصى بها كل من بالمستشفى. وبدأت معركته مع المرض اللعين واجرى لها الفحوص والعملية الجراحية بكل مهارة مع الأطباء معاونيه. واعتنى بها جدا.
وعندما تم شفاؤها تماما وجاء وقت خروجها من المستشفى طلب الدكتور "هورد" من إدارة خزينة المستشفى فاتورة العلاج الباهظ للعملية وثمن العلاج والفحوص والتحاليل والإقامة في المستشفى وباقي المتطلبات. وكتب بخط يده تحت الرقم الكبير من الدولارات عبارة: «خالص مع الشكر بكوب من اللبن» ووقع بإمضائه تحت الفاتورة.

وصلت الفاتورة للشابة التى كانت قد شفيت تماما، ولكن كان قلبها ينبض سريعا وهي منزعجة وهي تفتح المظروف الذي بداخله الفاتورة. فعليها أن تعمل بكل جهد طوال حياتها لتسدد الثمن. ولما فتحت الفاتورة فوجئت وهي تقرأ: «خالص مع الشكر بكوب من اللبن» مع توقيع الدكتور "هوارد" الذي أتى بنفسه بعد هذا ليُذَكِّرها بما قدمته له وهو جائع. وكيف أنه يحاول أن يسدد فاتورة المحبة والخير الذي قدمته له وقتها.

^وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان :") ؟
قصة لطيفة جداً .. أعجبت بها كثيراً =) 

تفاجأت عن وجود فيلم قصير لها بالرغم من تغير الشخصيات إلا أن المغزى هو نفسه .



ودمتم محسنين 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

* الآراء والإنتقادات البناءة تدفعني للإستمرار دائماً ..